تصريح السيد صالح مسلم في منتدى السليمانية لا يمكن اعتباره مجرد رأي شخصي بل هو موقف سياسي خطير يتناقض مع البيان الختامي لكونفراس قامشلو الذي شكّل مرجعية وطنية للحركة السياسية الكوردية في سوريا. فذلك البيان كان واضحاً وحاسماً عندما طالب بـ الفيدرالية وتوحيد إدارة المناطق الكوردية ضمن دستور سوري ديمقراطي، باعتبارها الضمانة الوحيدة لحقوق الكرد ومكانتهم كشعب أصيل.
في المقابل خرج علينا السيد مسلم بمصطلح جديد وغامض تحت اسم اللامركزية الديمقراطية وهو تعبير غريب عن القاموس السياسي الكوردي في سوريا ويفتقر لأي سند تاريخي أو نضالي. فالحركة السياسية الكوردية منذ بداية الأزمة السورية وحتى يومنا هذا لم تطرح سوى مشروع الفيدرالية كحل عادل يضمن وحدة سوريا ويحقق شراكة حقيقية بين مكوناتها.
إن طرح مثل هذه المفاهيم الفضفاضة في المحافل السياسية لا يخدم إلا خصوم القضية الكوردية الذين يبحثون دوماً عن ثغرات في الخطاب الكوردي للتشكيك بشرعيته. وعليه فإن ما قاله السيد مسلم لا يُحسب على الموقف الكوردي العام بل يُنظر إليه كتراجع عن توافق قومي وطني أقرّه مؤتمر قامشلو بإجماع واسع.
التجربة الفيدرالية في إقليم كردستان العراق أثبتت أن الفيدرالية ليست مشروع تقسيم كما يروّج البعض بل هي إطار دستوري يحمي الشعوب ويضمن التعددية والديمقراطية. من هنا فإن أي محاولة لتجاوز هذه التجربة أو تجاهلها هي في جوهرها تفريط بدرس ثمين وتجربة عملية كان على الكورد في سوريا الاستفادة منها.
فإن رسالتنا واضحة.إن مسؤولية القيادات الكوردية هي الدفاع عن المشروع القومي المشترك لا استبداله بمصطلحات غامضة تُربك المشهد وتضعف الموقف. الكورد في سوريا لم يعودوا بحاجة إلى اجتهادات فردية بل إلى خطاب موحّد يستند إلى مرجعية قامشلو ويؤكد أن الفيدرالية هي الخيار الاستراتيجي للشعب الكوردي ولا بد أن تكون جزءاً أساسياً من أي دستور سوري قادم.
القضية الكوردية لا تُدار بالشعارات العامة بل بالمشاريع الواضحة والضمانات الدستورية. والفيدرالية هي العنوان الذي أجمع عليه شعبنا وكل ما عداها هو خروج عن إرادته وتاريخه.
عبد الرحمن حبش سكرتير الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا البارتي
