بقلم : عبدالكريم عمي – عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردي في سوريا(الپارتي)
تُعد حماية حقوق الشعب الكوردي في سوريا أحد الأهداف الاستراتيجية الرئيسية التي يجب أن يوليها المجتمع الدولي والمحلي اهتماماً خاصاً. فالشعب الكوردي الذي يعاني تاريخياً من التهميش والتمييز، يستحق حياة كريمة ومشاركة فعالة في بناء مستقبل وطنهم. لذا، يصبح من الضروري وضع خطط واضحة ومحددة لضمان حقوق هذا الشعب فضلاً عن حقوق جميع مكونات الشعب السوري داخل حدود إقليم كوردستان سوريا.
ينبغي أن تشمل هذه الخطط ضمان الحقوق السياسية للشعب الكوردي بحيث يتمكن من التعبير عن نفسه ومطالبه عبر آليات ديمقراطية. تُعتبر الانتخابات الحرة والنزيهة أداة مركزية لتحقيق هذا الهدف، مما يساهم في توفير تمثيل حقيقي لمصالح الكورد في العملية السياسية. إضافة إلى ذلك، يتعين علينا تعزيز الوعي الثقافي واللغوي، حيث يعد تعليم اللغة الكوردية وتوثيق التراث الثقافي جزءاً أساسياً من الهوية الكوردية ويعزز من تلاحم المجتمع.
إن مسألة الهوية الكوردية تكتسي أهمية قصوى في سبيل بناء مجتمع متماسك. يجب العمل على تعزيز شراكات قوية مع المجتمعات المحلية فالحوار والمشاركة الفعالة بين المكونات المختلفة تمثل خطوة حاسمة لتفادي النزاعات وتعزيز التفاهم بين الكورد والعرب والسريان وغيرهم من الأقليات. كما يمكن للمبادرات المجتمعية، مثل المهرجانات الثقافية والبرامج التعليمية المشتركة أن تسهم في تعزيز روح التعاون والإخاء.
ولتحقيق التنمية المستدامة يجب أن تتضمن الاستراتيجيات الاقتصادية مشاريع تهدف إلى رفع المستوى المعيشي للشعب الكوردي. بإمكان إقليم كوردستان سوريا اعتماد استراتيجيات تنموية تشمل تطوير البنية التحتية، تحسين الخدمات الصحية والتعليمية، وتوفير المزيد من فرص العمل. من الضروري أيضاً معالجة القضايا البيئية التي تؤثر بشكل مباشر على المجتمع إذ أن التنمية المستدامة لا تعني فقط تحقيق الازدهار الاقتصادي بل تشمل أيضاً الحفاظ على الموارد الطبيعية لأجيال المستقبل.
يجب على المجتمع الدولي أن يبادر بدعم حقوق الشعب الكوردي من خلال الضغط على الأطراف المعنية لضمان الاعتراف بها ووقف الانتهاكات. فالتعاون مع المنظمات الإنسانية والحقوقية لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان والعمل على إيجاد حلول طويلة الأمد يمكن أن يساهم بشكل كبير في تحسين الوضع القائم.
إن تحقيق حقوق الشعب الكوردي في سوريا ليس مسؤولية جهة واحدة بل هو جهد جماعي يتطلب تضافر جميع القوى المحلية والدولية. فبناء مستقبل مستدام يتطلب منا العمل معاً نحو تحقيق العدالة والمساواة وضمان أن تكون جميع الأصوات مسموعة، بما في ذلك صوت الشعب الكوردي الذي يستحق الاحترام والتقدير كجزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي السوري.
