بيان بخصوص توقيع الديمقراطي التقدمي على وثيقة منصة موسكو

أصدر تيار الحرية الكوردستاني بيانا بخصوص الوثيقة الجديدة لمنصة موسكو والتي حملت عنوان " منصة كوسكو... موضوعات برنامجية" أعرب فيه عن رفضه لمضمون الوثيقة التي لم تأتي بإشارة واضحة فيما يخص القضية الكوردية في سوريا وشكل حلها، كذلك أبدى تيار الحرية استغرابه من مواقف الحزب الديمقراطي التقدمي الكوردي في سوريا الذي وقع على هذه الوثيقة وحدد تيار الحرية نقاط أساسية لشكل ومطالب الحقوق القومية الكوردية في سوريا ، فيما يلي النص الكامل للبيان:

بيان بخصوص توقيع الديمقراطي التقدمي على وثيقة منصة موسكو 

تعليقاً على ما ورد في وثيقة "منصة موسكو... موضوعات برنامجية"، التي وقّع عليها ممثل إحدى الأحزاب الكوردية مع أطراف من المعارضة السورية، يعرب تيار الحرية الكوردستاني عن موقفه الرافض لبعض النقاط التي أثارت مخاوف جدية تتعلق بالقضية الكوردية ومستقبل الشعب الكوردي في سوريا.

إن وصف القضية الكوردية بأنها "قضية وطنية ديمقراطية بامتياز" دون أي إشارة واضحة إلى حق تقرير المصير للشعب الكوردي أو حتى مبدأ اللامركزية السياسية وبناء سوريا اتحادية تكون فيها كوردستان سوريا إقليماً موحداً، يشكّل تراجعاً عن المطالب الأساسية التي كانت قد اتفقت عليها الأطراف السياسية الكوردية في سوريا فيما مضى، هذا التوصيف الفضفاض يقلّل من أهمية الحقوق القومية المشروعة للشعب الكوردي، ويثير تساؤلات حول أهداف الموقعين من الأحزاب الكوردية، خاصة في ظل تاريخ هذه الأحزاب بتقديم تنازلات مماثلة كما حدث مؤخرا بمؤتمر "المسار الديمقراطي" الذي عقده مجلس سوريا الديمقراطية( مسد) في بروكسل.

إن الحديث عن مركزية قوية وبحتة دون التأكيد على لا مركزية مالية وسياسية حقيقية يُفرغ أي نظام لامركزي من مضمونه. فبدون لا مركزية مالية، لن تتمكن أي منطقة أو بلدية من بناء مدرسة أو توفير خدمات أساسية، ناهيك عن إدارة منطقة بأكملها. إن هذه الوثيقة لا تقدم تصوراً عملياً لضمان حقوق شعب كوردستان سوريا في إدارة الموارد وتنميتها بشكل مستدام. ما تطرحه هذه الوثيقة لا تصل حتى إلى مستوى "إدارات لا مركزية" فعلى الاقل الإدارات اللامركزية لها ولو بشكل جزئي ومحدود بعض الصلاحيات المالية والإدارية، أما ما تطرحه هذه الوثيقة فيه تقل بكثير عما أعطاه نظام الأسد للإدارات المحلية وهي مجرد نظام مركزي بحت.

ما تقوم به بعض الأحزاب الكوردية بتوقيعها على مثل هذه الوثائق مع أطراف عربية معارضة يثير الكثير من الشكوك. إن التنازل عن حقوق الشعب الكوردي، ولو بشكل غير مباشر، بثمن بخس يُعدّ سابقة خطيرة. إن الحزب الديمقراطي التقدمي الكوردي في سوريا، الذي يمثل أحد الموقعين الحاليين على الوثيقة المذكورة، كان جزءاً من المجلس الوطني الكوردي في عام 2013 عندما تم توقيع وثيقة مع الائتلاف الوطني المعارض، وتحفظ فيها على اللامركزية الإدارية وأكد أن "أفضل صيغة للدولة السورية هي الاتحادية". أحد الموقعين آنذاك كان المرحوم عبد الحميد درويش، شقيق سكرتير الحزب الحالي، الدكتور صلاح درويش، مما يثير تساؤلات حول تناقض مواقف الحزب بين الماضي والحاضر.

السنوات الماضية اثبتت للجميع أن جميع الاتفاقيات التي وقتعها أحزاب كوردية مع أطراف معارضة سورية، لم تكن تلبي مطالب وحقوق الشعب الكوردي في كوردستان سوريا، وبالعكس فإن تلك الأطراف العربية لم تلتزم بتلك الاتفاقيات وجعلت من وجود الأحزاب الكوردية ضمن أُطرها مجرد وسيلة لنيل شرعيتها، وإلا كان على الأقل يجب تعديل تلك الاتفاقيات والوثائق بما يتناسب مع الواقع الحالي.

إننا في تيار الحرية الكوردستاني نعرب عن قلقنا من تزايد بعض الأطراف الكوردية التي توقع على وثائق سياسية بشكل منفرد مع أطراف المعارضة العربية السورية، متنازلة عن مبادئ كانت تُعدّ مشتركاً سياسياً بين جميع الأحزاب الكوردية، مثل الاتحادية والديمقراطية. ندعو إلى ضرورة الإسراع بعقد طاولة حوار مفتوحة بين جميع الأطراف السياسية الكوردية في سوريا، للوصول إلى رؤية موحدة تحمي حقوق الشعب الكوردي و مستقبله.
يدعو تيار الحرية الكوردستاني جميع الأحزاب الكوردية إلى تعليق عضويتها في كافة أطر المعارضة السورية، بما فيها منصة موسكو، إلى حين صياغة ورقة مبادئ سياسية جديدة واتفاق سياسي كوردي يضمن الحقوق القومية للشعب الكوردي وتكون كوردستان سوريا إقليماً موحداً، بحيث تكون هذه الورقة مرجعاً لأي مفاوضات أو اتفاقيات مع الأطراف المعارضة في المستقبل.

إذا استمر هذا النهج التنازلي لبعض الأحزاب السياسية الكوردية، فإننا نخشى أن نواجه مستقبلاً أسوداً يُهدر فيه حقوق الشعب الكوردي بالكامل في سوريا المستقبل. لذا، نؤكد أن الحقوق القومية الكوردية ليست قابلة للمساومة أو التفاوض خارج إطار الإجماع الكوردي.

إن تيار الحرية الكوردستاني سيواصل العمل من أجل حماية حقوق الشعب الكوردي، والدفاع عن المبادئ التي تم الاتفاق عليها في اتفاقيات دهوك وهولير 1 و2، ويدعو الجميع إلى تحمل مسؤولياتهم التاريخية في هذه المرحلة المصيرية.

تيار الحرية الكوردستاني
25.11.2024