بيان مشترك حول الحرائق في منطقة عفرين: استنكار وتحميل المسؤولية ومطالب بالإجراءات العاجلة

في ظل الأوضاع البيئية والإنسانية المتدهورة في منطقة عفرين، والتي تُعتبر من المناطق الزراعية الغنية بأشجار الزيتون والغابات الحراجية، ويمثل القطاع الزراعي فيها مصدر دخل رئيسي لسكانها، نُعبّر عن استنكارنا الشديد لما تتعرض له المنطقة من تدمير للبيئة وتدهور في الأمن والسلامة العامة.

النقاط الأساسية للبيان:

  • اندلاع حرائق واسعة النطاق: خلال الأيام الماضية، اندلعت حرائق في جبال ناحية راجو بمنطقة عفرين، ما أسفر عن إلحاق أضرار كبيرة بالطبيعة وأملاك السكان الأصليين. وفق إحصاءات ميدانية، تأكد احتراق 3090 شجرة مثمرة تشمل الزيتون والفستق والكرز واللوز في قرى عدة، وتضرر أكثر من 150 هكتار من المساحات الغابية.
  • المسؤولية التركية وتقصير السلطات: نحمّل المسؤولية كاملة للسلطات التركية باعتبارها الجهة المسيطرة على المنطقة بموجب القانون الدولي. إن تقاعس السلطات التركية وفصائل المعارضة المسلحة الموالية لها، والسماح لتجار الفحم والمسلحين بالاستفادة من الفوضى، يعزز استمرارية الحرائق. لم تقم تركيا باستخدام الأدوات اللازمة مثل فرق الإطفاء أو الطيران المروحي لإخماد النيران، مما ساهم في سرعة انتشارها.
  • الدور الطوعي للسكّان المحليين: لقد شكلت الفرق التطوعية من أهالي القرى المذكورة، وبأساليب بدائية، خط الدفاع الأساسي ضد هذه الحرائق، مما ساهم في تقليل الأضرار.

دعوة للعمل الجاد: نطالب تركيا بتحمل مسؤولياتها القانونية بتوفير الأمن وحماية البيئة، ووقف جميع أعمال تجريف التربة وقطع الأشجار. ندعو إلى تشكيل لجنة مستقلة للكشف عن المتورطين في إشعال الحرائق وتقديمهم للعدالة. كذلك نؤكد على ضرورة تعويض المتضررين بشكل عادل، وإعادة الحكم المحلي لسكان عفرين الكورد الأصليين، بهدف استعادة الاستقرار وحكم القانون حتى يتم التوصل لحل نهائي عادل للأزمة السورية وفقًا لقرارات جنيف والقرار الدولي 2254.


نص البيان المشترك: 

بيـــــــان حول الحرائق في منطقة عفرين
منطقة عفرين التي تشتهر بوفرة أشجار الزيتون فيها والتي تعد المصدر والدخل الأساسي لسكانها لتأمين معيشتهم، تتميز أيضاً بوفرة الغابات الحراجية فيها، حيث يشكل الغطاء النباتي الطبيعي هناك مساحات شاسعة ومهمة، إلا أن هذه الغابات لا تزال تتعرض منذ سنوات عدة للتدمير من خلال عمليات قطع أشجار الغابات بشكل عشوائي، بحيث أصبحت مساحات كبيرة من هذه الغابات مناطق جرداء في ظل الفلتان الأمني وعدم وجود قانون يحمي هذه الغابات، كما هو حال حقوق الإنسان التي تُنتهَك بشكل يومي في ظل صمت دولي لما تتعرض له عفرين.
شهدت جبال ناحية راجو بمنطقة عفرين في كوردستان سوريا، خلال الأيام الماضية، اندلاع نيران امتدت لمساحات كبيرة، مما أدى إلى إلحاق أضرار كبيرة بالطبيعة وأملاك السكان الأصليين، وبحسب إحصائية قمنا بها على الأرض تم التأكد من احتراق 3090 شجرة مثمرة (ما بين أشجار الزيتون والفستق والكرز واللوز ..) لأهالي قرى: بليلكا وشيخ محمد وگواندا ودودو وكوسا وسيمالكا وعداما وشنگيله وميدان اكبس وعلبيسكه وپنيراكا، بنيراكا الى جانب تضرر اكثر من 150 هكتار من المساحات الغابية.
في الوقت الذي نعلن فيه عن تضامننا مع المتضررين جراء هذه النيران، نحمّل كامل المسؤولية للسلطات التركية هناك باعتبارها المسؤولة عن أمن وحماية المنطقة التي تسيطر عليها، كونها وفقا للقانون الدولي الجهة الواجب عليها تأمين هذه الحماية بحكم تواجدها في المنطقة، فتقاعس السلطات التركية وأدواتها فصائل المعارضة المسلحة في عفرين واستهتارها بأرواح وممتلكات السكان الأصليين والسماح لتجار الفحم والمسلحين بالاستفادة من هكذا اوضاع فوضوية، من أهم وأكبر العوامل التي تساعد على استمرارية اندلاع النيران المفتعلة، خصوصاً لو أرادت إخماد النيران لقامت على الاقل بجلب ادوات وآليات الدفاع المدني من فرق الإطفاء أو استخدام الطيران المروحي لإخماد النيران التي لعبت الأحوال الجوية دوراً كبيراً في سرعة انتشارها.
لولا تشكيل الفرق التطوعية من أهالي القرى المذكورة لكانت الأضرار أكبر والمساحة التي تعرضت للاحتراق أكبر أيضاً، حيث قامت تلك الفرق وبأساليب بدائية وفق ما هو متوفر بمحاولة السيطرة على الحرائق، و هنا أيضاً اقتصر العمل الطوعي على السكان الكورد المحليين.
إن كل ما ذكرناه من تقاعس واستهتار من قبل تركيا ومسلحيها وحتى المستوطنين الذين تم جلبهم للمنطقة، يعزز شكوك أهالي المنطقة أن هذه الحرائق مفتعلة بفعل فاعل وبشكل ممنهج وتهدف لتحويل البيئة هناك إلى بيئة جرداء، ناهيك عما ترتكبه الفصائل المسلحة من انتهاكات وجرائم ضد حقوق الانسان بحق السكان الأصليين، حيث تأكد لنا قيام الشرطة المدنية في ناحية راجو باستجواب عدد من المدنيين بتهمة نشر أخبار الحرائق و الفيديوهات من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وبالتالي تهديدهم لمنع نشر أي معلومات عما يجري هناك.
نحن، الاحزاب الموقعة أدناه، نجدّد رفضنا تحويلَ منطقة عفرين إلى منطقة جرداء وتغيير ديمغرافيتها، ونطالب تركيا كجهة مسؤولة هناك، أن تفي بالتزاماتها القانونية وتعمل على توفير الأمن والأمان وحماية المدنيين والبيئة ووقف جميع أعمال تجريف التربة وقطع الأشجار وقلعها من جذورها، كما ندعو إلى تشكيل لجنة مستقلة ومحايدة للكشف عن مسببي هذه الحرائق وتقديمهم لمحاكم عادلة والحكم عليهم بأشد العقوبات قانونا، وتعويض المتضررين جراء ذلك تعويضاً عادلاً، وإخراج الفصائل المسلحة وحواضنها المستقدمين من المنطقة وتسليم الحكم المحلي لسكانها الكورد الاصليين لاستتباب الأمن والاستقرار وحكم وسيادة القانون لحين تنفيذ الحل النهائي العادل للازمة السورية بتطبيق قرارات جنيف والقرار الدولي 2254 الصادر عن مجلس الامن الدولي وقرارات الشرعية الاخرى ذات الصلة بالشأن السوري.
في 4 آب/ أوغست 2024
حركة البناء الديمقراطي الكُردستاني – سوريا
تيار الحرية الكوردستاني
الحزب الديمقراطي الكُردي في سوريا (البارتي)