في الأول من أيار، يقف العالم إجلالاً للطبقة العاملة، التي تبقي عجلة الحياة تدور رغم الأزمات والتحديات. لكن في سوريا، لا يزال هذا اليوم يمر محملاً بالأسى والحسرة، حيث تستمر معاناة العمال في ظل ظروف اقتصادية ومعيشية كارثية، دون أدنى مقومات الحياة الكريمة.
لقد كان وضع العمال والموظفين في عهد النظام البائد بالغ السوء، إذ سادت سياسات التهميش وغياب العدالة الاجتماعية، وتراكم الفساد الذي أكل من حقوق العامل وقوت يومه. وبعد سقوط النظام، راود الأمل الطبقة العاملة والشعب السوري عامة بأن تكون تلك اللحظة بداية لتغيير حقيقي نحو الأفضل، وأن تعاد الحقوق لأصحابها وتبنى دولة العدالة والكرامة. لكن للأسف، لم يتغير شيء، بل ازداد الوضع سوءًا، وتلاشى ذلك الأمل أمام واقعٍ أشد قسوة، حيث توقفت حتى الرواتب الزهيدة التي كان العمال يتقاضونها، وتراجعت فرص العمل، وتفاقمت معاناة من يعيشون على قوت يومهم.
أما على امتداد الجغرافيا السورية، فالوضع أكثر قسوة، حيث تعاني الطبقة العاملة من التهميش والفقر في ظل فوضى أمنية واقتصادية مستمرة، تُهيمن فيها المجاميع المسلحة التابعة لحكومة دمشق، والتي تمارس النهب والسلب على غرار ما كانت تفعله الشبيحة والعصابات سابقًا، فتستولي على ممتلكات المواطنين، وتصادر لقمة عيشهم في ظل غياب أي محاسبة أو رادع.
وفي هذا السياق، نخص بالذكر الطبقة العاملة الكوردية، التي كانت وما زالت جزءاً لا يتجزأ من نسيج الطبقة العاملة السورية، لكنها عانت من ظلم مضاعف: أولاً كونها طبقة كادحة تكافح لأجل البقاء، وثانيًا بسبب كونها كوردية، حرمت من أبسط الحقوق القومية والمدنية، وخاصة المحرومين من الجنسية السورية، الذين منعوا لعقود من العمل في الوظائف الحكومية، رغم أنهم يعيشون على أرضهم، في وطنهم، أبا عن جد، منذ مئات السنين.
في هذا اليوم، نبارك لعمال سوريا عموماً، وللعمال الكورد خصوصاً، صمودهم وتفانيهم رغم كل الظلم والإقصاء. ونوجه نداءً للجهات المسؤولة كافة، للوقوف مع هذه الطبقة التي تمثل أساس المجتمع، والعمل على إعادة حقوقها وكرامتها المسلوبة، وإرساء أسس العدالة الاجتماعية في وطنٍ يتساوى فيه الجميع.
عاشت الطبقة العاملة.
عاش الأول من أيار.
الحرية والعدالة لكل من يعمل بعرق جبينه من أجل لقمة عيشٍ حلال.
جبهة كوردستان سوريا
1 أيار 2025