بيان بخصوص ذكرى احتلال سري كانيه و گري سبي

شدد تيار الحرية الكوردستاني في بيان له في الذكرى الخامسة لاحتلال مدينتي سري كانيه و گري سبي على ضرورة رفض مخططات التغيير الديمغرافي ووقف الانتهاكات والجرائم بحق السكان الأصليين. كما ودعا تيار الحرية في بيانه إلى ضرورة تأمين الحماية الدولية لكوردستان سوريا ووقف بناء المستوطنات ، فؤما يلي النص الكامل للبيان:

 

بيان

في الذكرى الخامسة لانطلاق العمليات العسكرية التركية ضد مدينتي سري كانيه (رأس العين) وگري سبي (تل أبيض) في التاسع من أكتوبر 2019، والتي أدت إلى احتلال المدينتين بعد عدة أيام وتهجير سكانهما المدنيين، يؤكد تيار الحرية الكوردستاني مرة أخرى على موقفه المبدئي والثابت ضد هذا العدوان الغاشم الذي شُن بمشاركة مرتزقة المعارضة السورية التابعة للائتلاف السوري. كانت هذه العمليات العسكرية جزءًا من مخطط لفرض واقع جديد في المنطقة من خلال التهجير القسري والتغيير الديموغرافي، الذي يستهدف هوية المنطقة وتركيبتها السكانية.

 

ومع ذلك، لا يمكننا تجاهل أن سياسات حزب الاتحاد الديمقراطي وارتباطه العميق بحزب العمال الكوردستاني لعبت دورًا رئيسيًا في جرّ المنطقة نحو هذه الحروب، حيث وفرت هذه السياسات الحجج لتركيا للتدخل واحتلال تلك المناطق. ورأينا ما جرى في القرى الكوردية الأصيلة في منطقة الباب، ومنطقة عفرين، وكذلك سري كانيه وگري سبي أثناء احتلالها، وما يجري فيها حتى يومنا هذا، من تهجير قسري لغالبية سكانها والتغيير الديموغرافي، وفرض الإتاوات، والاستيلاء على الأملاك، والاعتقال التعسفي، وعمليات القتل، وارتكاب جرائم ترتقي لمستوى جرائم حرب وضد الإنسانية، وفقًا لتقارير منظمات حقوقية ودولية. ونضيف إلى ذلك دور المجلس الوطني الكوردي ضمن الائتلاف، حيث إنه ببقائه ضمن الأخير بعد ارتكاب كل هذه الجرائم بحق شعبنا، يتحمل كامل المسؤولية الأخلاقية والسياسية والقانونية والإنسانية، كما الائتلاف، عما يحصل في تلك المناطق من خلال شرعنة تلك الجرائم.

 

لا يمكن تحقيق السلام والاستقرار في سوريا إلا من خلال حل سياسي يُنهي التدخلات الخارجية، ويضمن الحقوق العادلة لكافة مكونات الشعب السوري، ويُعيد للمهجرين والمشردين منازلهم وأراضيهم. لذلك نؤكد على ضرورة الالتزام بالقرار الدولي 2254 الصادر عن مجلس الأمن الدولي بخصوص الحل السياسي في سوريا، وتفعيله من خلال الضغط على النظام السوري لبدء مفاوضات الحل السياسي من جديد، بما يضمن الوصول إلى حل سياسي دائم لسوريا المستقبل على أساس نظام ديمقراطي اتحادي يحمي حقوق جميع المكونات، كما يدعو إليه حزبنا.

 

ونرى أنه بات ضروريًا عقد مؤتمر دولي جديد بخصوص سوريا برعاية الأمم المتحدة، تشارك فيه جميع القوى المؤثرة والمشاركة في الأزمة، قوى دولية وإقليمية، وتجدد التزامها بالقرار الدولي 2254 لتهيئة الأجواء السياسية وإلزام النظام بقبول التفاوض للوصول إلى حل سياسي شامل وبناء سوريا جديدة.

 

إننا في تيار الحرية الكوردستاني، وفي هذه الذكرى المؤلمة، نجدد التزامنا بالنضال من أجل إنهاء الاحتلال ورفع الظلم عن شعبنا، وسنعمل بكل الوسائل السلمية والسياسية الممكنة لتحقيق العدالة وضمان مستقبل أفضل لكافة أبناء المنطقة. ونؤكد على ضرورة وضع المناطق الكوردية تحت الحماية الدولية، وإنهاء عمليات التغيير الديمغرافي وتعريب المنطقة، والعودة الآمنة لجميع المهجرين، وإعادة أملاكهم التي تم الاستيلاء عليها خارج نطاق القانون، وتعويض المتضررين جراء ذلك، ووقف عمليات بناء المستوطنات، وإخراج جميع الفصائل المسلحة من تلك المناطق، وتسليم إدارتها لسكانها الأصليين لحين تحقيق الحل السياسي وإجراء انتخابات حرة ونزيهة تحت مراقبة دولية.

 

تيار الحرية الكوردستاني

09.10.2024